مصر بوابة السلام فى العالم العربى والشرق الأوسط هذا هو العنوان الأبرز لقمة السلام التى احتضنتها أم الدنيا ، على أرض السلام شرم الشيخ ، لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
فتواجد 35 زعيما لدولة ومنظمة دولية على أرض الكنانة فى مقدمتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليشهدوا توقيع اتفاق وقف النار ،يعكس قدر وقيمة ومكانة الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعاد لمصر قيمتها ومكانتها الإقليمية اللائقة بين الدول الكبرى لتقود العالم إلى السلام ووقف الحرب فى الشرق الأوسط.
احتضان مصر لهذا الحدث التاريخى يؤكد أن بلد حضارة السبعة آلاف سنة تستطيع أن تسطر التاريخ من جديد ، فهى الرقم الأكبر فى معادلة الشرق الأوسط ، ورمانة الميزان بالمنطقة وطالما اضطلعت بدورها التاريخى تجاه قضايا الأشقاء العرب وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى قدمت لها مصر ما لم تقدمه الأمم مجتمعة سواء من شهداء أو من مساعدات ودعم ومواقف تاريخية نزيهة وشريفة حافظت عليها ولا أدل على ذلك من هذه القمة التاريخية التى قادها رئيس أكبر دول العالم ورئيس أكبر دولة فى المنطقة.
وسأتوقف خلال تلك القمة عند كلمة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والتى عبر فيها عن تقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى ووصف الرئيس السيسى بالجنرال العظيم ، وهو وصف يكشف القدر الكبير والمكانة التى يتمتع بها الرئيس السيسى بين قادة دول العالم ، وهو بالفعل يستحق هذا الوصف لأنه زعيم وهبه الله لمصر والأمة العربية فى هذا التوقيت الحرج ليدير بحكمته وحنكته أصعب الملفات بمنتهى الاقتدار.
وحتى لا ننسى فإن الوصول لهذه القمة لم يكن مصادفة بل جاء نتيجة جهود مضنية قادها رئيس مخلص يتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، فهو أول من كشف المخطط الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية وأعلن منذ انطلاق الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، أن تلك الحرب لا تستهدف حماس فقط ،بل تهدف إلى تغيير جغرافيا المكان واحتلاله أبديا وضم القطاع إلى اسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ولم يكتف الرئيس السيسى بكشف المخطط بل قاد معركة دبلوماسية شرسة لتوحيد الرأي العالمى ، وتكوين جبهة عالمية لرفض المخطط الصهيونى ، وقام برحلات مكوكية جابت كل مكان على الكرة الأرضية تقريبا ،وأجرى مئات المكالمات الهاتفية مع قادة وزعماء الدول العربية والأفريقية والأوروبية ، ووجه وزير الخارجية الفذ د.بدر عبدالعاطى للقيام برحلات دولية كثيرة لتنسيق الجهود لمواجهة هذا العدوان وكشف الهدف الرئيسى للعدوان الاسرائيلى على غزة وأن حماس مجرد ذريعة لتحقيق حلم بنى صهيون الخبيث فى احتلال كامل الأراضى الفلسطينية.
وهذه الجهود فرضت عزلة سياسية على الكيان الصهيونى، وفى نفس الوقت قادت حملة عالمية للاعتراف بالدولة الفلسطينية لأول مرة فى التاريخ من دول كبيرة مثل بريطانيا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا والنرويج وإيرلندا وإسبانيا وكندا وأستراليا ومالطا وسلوفينيا وغيرها وهو انتصار سياسى دبلوماسى لا يقل قيمة عن الانتصارات العسكرية بل هو فى توقيته أهم من أي انتصار عسكرى.
هذا الرئيس وقف بمفرده أمام أكبر زعيم دولة بالعالم وأجبره على احترامه، فعندما فكر الرئيس الأمريكى فى تحقيق الحلم الصهيونى وحاول تكرار وعد بلفور جديد لم يجد من يتصدى له سوى الرئيس السيسى الذى رفض كل الضغوط وأعلنها صراحة أن مصر لن تقبل بتهجير الفلسطينيين، ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية وهاهو الرئيس الأمريكى يأتى إلى مصر ليعلن من أرض السلام شرم الشيخ انتهاء الحرب، وحشد الجهود الدولية لبداية إعمار غزة فى تنفيذ واضح لما قاله الرئيس السيسى من قبل وأعاد تأكيده فى كلمته التاريخية أمام الزعماء الحاضرين بأنه يتعين تثبيت هذا الاتفاق وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين ، وهو ما يؤكد حق الشعب الفلسطينى فى الاستقلال وإقامة دولته على حدود 1967، أو كما قال الرئيس إن الشعب الفلسطيني له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة... دولة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعتراف متبادل.
والحقيقة أن كلمة الرئيس السيسى جاءت حاملة لأبعاد استراتيجية عميقة، عكست وعي القيادة المصرية بدقة المرحلة الراهنة، وقدرتها على صياغة موقف متوازن يجمع بين الواقعية السياسية والتمسك بالمبادئ الثابتة، وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين، كما وضعت الكلمة الأساس الحقيقي لتحول استراتيجي في مسار الشرق الأوسط، وفتحت نافذة أمل نحو سلام عادل وشامل يضمن الحقوق، ويحفظ الأمن، ويطوي صفحة عقود طويلة من الصراعات والمعاناة.
قمة شرم الشيخ أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر بقيادة الرئيس السيسي، تمضي بخطى ثابتة لاستكمال دورها التاريخي في صياغة معادلات الأمن الإقليمى فهى مصر الكبيرة والتى ستظل هكذا مهما حاول الكارهون تقليل أو تحجيم دورها.